رسائل القمر

 رسائل القمر


"الليلةُ القمرُ مكتمل اقتربتُ من الشرفة لأهمس له بالأسرار وأستحلفه ألا يخبركَ "

كانت تلك رسالتها الأولى التي كتبتها في دفترها ولم ترسلها له ،ولم ترسلها أيضا عبر التطبيقات الموجودة على هاتفها.

ثم فتحت دفترها وكتبت رسالةً أخرى

 "أعرف أن القمرَ خائنٌ وأخبركَ ولكنك لم تهتم"

ثم يأتي الليل وميعاد رسائلها فكتبت:

"أعلم أنكَ غاضبٌ منى، لا أملك الجرأةَ أن أطلب منك أن تُسامحني فكيف تُسامحني وأنا لا أستطيع أن أسامح نفسى؟!"

لم تكتب بعدها رسائل لمدة أسبوع 

ولكنها ضعفت وكتبت:

القمر


"لقد اشتقت لك" وقامت بوضع شخبطةٍ على تلك الجملة واستمرت في الكتابة  فكتبت :

"لم أتحدث  الليلة للقمر لقد رحل من السماء أخبرهُ أنى كنتُ غاضبةً منه والآن سامحته ليت الغفران يحل علينا في هذا الليل، و ليتها وحشة ذلك الليل المهيب تثأرُ منى، أخاف عليك الليلة من أحلامك المفزعة التى تنتابك وتجلدني  نظرتكَ بأني شيطان تمثل لك"

وجاء الليل موعد كتابة الرسائل فكتبت:

"هذه الرسائل تُذكرني بليالي الشتاء تحت الأغطية التى تعطينا الدفء حيث أشاهد فيلم عن الحرب فيه تورمت فيه شفاه وأيدي الجندي من البرد ،وكانت رسائل حبيبته هي الدفء له."

بعدها أشرقت الشمس وكان نهارا صاخبا تمنت أن يأتي الليل لتكتب له رسالة مهمة

فكتبت: 

رسائل القمر


"من المعهود لا أتذكر عيد ميلادي لكن هذا العام الذى ولى لابد أتمنى هدية منك مغلفةً بالغفران ترتدى فيه رابطة عنق سوداء بها نقاط بيضاء تلك النقاط هي أقماري في ليلٍ دامس. أقمارٌ بها أحاول أن أهتدي بنورها الخافت إلى جوف فؤادك الذى أبحث فيه عن درة الغفران"

لقد أوشكت أن تمتلئ أوراق الدفتر التي تزيد عن المائة، قامت بوضع شخبطة على كلمات الحب و الاشتياق كأنها تسدل الستائر عنها خجلا ...

 الرسالة الأخيرة كتبت:

 ‏"لقد عشقت ذلك القمر المراوغ الذى يظهر بدرا و يعلقني به، فكلما زاد شغفي به نقص في الليالي التالية وكثيرا يختفى متلذذاً باشتياقي. أنها الليلة الأخيرة لي معه يبدو أن شُفيت من عشقه فالليلة لن أتلصص عليه من الشرفة .الشمس غدا من تحتضني في نهارها، أتفتح كالزهر عندما تصافحُ يدى بسلام الغفران"

 ‏وتأتى الشمس فإذا بها تلبس أفضل الثياب والحلى وتخبرها حارسة السجن

" افراج عليك أن تحترسي في القيادة أو لا داعى لها من الأساس".

 ‏رحلت ومعها دفتر الرسائل حتى آتى المساء لقد رحل القمر الخائن الليلة من السماء

 ‏انتظرت الشمس التي كانت تعطى لها ظهرها في استعلاء فإذا الذى صدمته بالأمس بسيارتها يحمل لها زهورا طالبا منها العفو والغفران الذى رفضه منها وهى تترجاه في رسائلها قائلا:

 ‏"الغفران الذى كان لكِ أملاً جاء اليوم لكِ متوسلاً"

 ‏فإذا تنظر لساقه المبتور قائلة:

 ‏ "كنت أظن القمر خائنا بهروبه ليلة أمس من السماء ولكنه استعجل الشمس لتعود لي بالغفران ثم أهدته دفتر رسائلها التي كتبتها في السجن" 

 ‏فإذا بها تقترب منه هامسةً

 "كنت على يقين أن القمر يرسل لك رسائلي ، ظلمته زورا عندما وصفته بأنه خائنٌ."

رسائل القمر

Noon/نون




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مدينة الحب

الثاني والثلاثون من ديسمبر

مارشو وحسن الصباح