البومة

 البومة

تلك الشجرة الوارفة المعمرة، كل سكان الحى يختلسون نظرة صمت ويعتبرونها شاهد حق على جرائم تلك الأيام وما تفعله.

شجرة البانيان، الزمالك، القاهرة


بين أوراقها الوارفة تقف بومة، وتختفى عند الفجر ، تلك الأجواء الحضارية من ضوضاء السيارات وطنين الأجهزة بالمنازل طغى على نعيقها.

المشهد هنا ليس تقليدي...

 حيث لا أحد يسدل الستائر تشاؤماً منها،

ولا أحد يبتهل للسماء بأن يزيل البلاء القادم نذير نعيقها.

لا أحد يهتم، سوى واحدة من الحى تبحث عنها بين أوراق الشجرة، تتابع عيناها، ونعيقها.

يُراودها فضول لمشاهدة تلك الجارة المنبوذة من الناس، نذير الشؤم، التي لا سرب لها، غير الوقوف والاختباء على نفس فرع الشجرة.

بومة


 أخيرا...رئاسة الحي تذكرت عمود النور الذى أهملته، كشفت النور عن ريش الجارة الوحيدة الفخم وكأنها عزيز قوم ذل.

الفجر تسلل نوره لفروع الشجرة اختفت البومة، ورحلت .

بدأ اليوم الجديد....

الابنة تعانى من حرارة شديدة، مقبض الباب يعرقل ملابسها فيمنعها من السير، الابن كسر تلك الفازة الغالية، الزوج غاضب، صوته أعلى من صوت البومة في صمت الليل. تبدو نادمة بتطفلها تجاه البومة فهي كما يقال نذير شؤم، كان عليها أن تدرك، أنها ليست كروان قصة طه حسين، الذى يلقي البشرى بالليل، سمعت صوتها أغلقت الأبواب، أسدلت الستائر خوفا من الشؤم حتى أتى الصباح...

بومة الليل


 البومة وقعت على سور شرفتها لا تقوى على الطيران، فأصبحت ضيفة واجب لها الإكرام حتى تتعافى، تضع لها الطعام، والماء، وتمتم بكلمات، وأدعية بأن يزيح الله الشر عنها، طارت البومة ولكن أصبحت تظهر لها، لا تختفى وراء أوراق الشجرة،

لوحة فنية


 تلك الخرافات أصبحت تحوم حولها ثانية أنها نذير شؤم، حان وقت العشاء، لقد صنعت الدجاج الذى تفضله أسرتها، الجميع بالخارج ويبدو أنهم سيتناولونه بالخارج، إذا هذا الدجاج رزق هذا المسكين الذى يقف بالبرد هو وأسرته، ،فإذا بها تذهب لتعطيه ما رزقها الله به، فإذا عيناه تتجه للشجرة قائلا، "لقد عاد الرزق الواسع، بعودتك يا بشرى الخير"، قبل أن تسأله ابتسم قائلا...

فقير بالشارع


البومة التى تطل على شرفتك، أعطى لها مما يرزقني الله فيزيد الله العطاء ومنذ غابت ولم أتذوق اللحم، لما عادت رزقني الله برزقها.

مسكينة .. إنها عمياء .

البوم الثلجي


Noon/نون

<script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-4237009981930784"
     crossorigin="anonymous"></script>


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مدينة الحب

الثاني والثلاثون من ديسمبر

مارشو وحسن الصباح